تتساءل شابة عن معنى وجودها، وما إن كان شكلها الخارجي يمثل كيانها الداخلي حقًا. تُبحر في التفكير والتأمل حتى يتهاوى ما حولها وينقلها بين أماكن وأزمنة مختلفة لترى نسخة مختلفة لنفسها في كل مرة. تأملها يأخذها لأبعد من ذلك، فتبدأ برؤية نفسها بداخل انعكاسات الأشخاص الذين تحبهم. في كل نسخة لها ذات وصورة، فكيف لها أن تعرف أي منها هي الحقيقية؟

 

في فيلم عرفان تطرح الشابة تأملاتها بتقنية تيار الوعي أو التداعي الذاتي وتتنقل مرارًا بين غُرفتها وخيال الآخرين عنها ومنها إلى الصحراء والغابة. وبعد كثيرِ من السُبل تفضي إلى نفسها بصفتها كائنًا اجتماعيًا ضمن مُحيط شاسع غير مُنتهي. ثمة أبعاد في هذا التدفق المستمر للبحث عن الذات شبيهه بمفهوم السامسارا في الفلسفة الشرقية وبالمفاهيم الصوفية المُتعلقة بالوجود والإنسان. كما أن اسم عرفان أصلهِ صوفي وهو في اللغة مشتقّ من "عَرَفَ"، ويُعْنى بها المعرفة الناتجة عن المشاهدة القلبية، لا تلك المرتبطة بالعقل أو التجربة الحسّية.​